الميناء القديم بالمهدية يقع في جهة برج الرأس ، و بالتحديد على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة المهدية ، أثبتت البحوث التي أجريت حوله أن هذا الميناء يعود إلى العهد البوني ، و أيضا تواصل استعماله كمرسى للسفن بمختلف أنواعها التجارية و الحربية إلى أواسط القرن 18 ميلادي ، يعني خلال التواجد العثماني بتونس ، كذلك يستعمله بعض صغار البحارة حاليا كمرسى لمراكبهم الصغيرة بعد العودة من رحلة الصيد . ميناء محفور في الشاطئ الصخري مستطيل الشكل يمتد على 8250 م2 ، و حسب المصادر عمقه يفوق 10 أمتار . طاقة استعابه 30 مركب ، و تحيط به أسوار آثارها باقية إلى حد الآن و كذلك عند مدخله من جهة البحر آثار لبرجان كان للحراسة . مشهد بديع لآثار تعود للعصور القديمة ، الغريب في الأمر أن مصالح الآثار في المهدية لم تكلف نفسها لافته تعريف لهذا الموقع الأثري وتكون بلغات العالم مع العربية ، فالميناء موجود في المسلك السياحي بالقرب من البرج العثماني و منارة المهدية ، لكن لم يقع تثمينه ، فجميع الزوار يمرون بجانبه مرور الكرام ، دون أن يعرفوا عنه شيء ، لافته لا تكلف ميزانية طائلة ، فحتى جمعية صيانة المدينة بالمهدية تخلت عن أدوارها .
عديدة هي المعالم و المواقع المهمشة في جهة المهدية فقط تنقصها مبادرة بسيطة لتثمينها فهي لا تحتاج لميزانية طائلة ودراسات مكلفة ، فقط مجهود بسيط من سلط محلية ومن مجتمع محلي مؤمن بخصائصه المحلية .
عمل صحفي : شاكر بريك .
اترك تعليقاً