في زفاف تلميذتي .. بكيت طويلا
بقلم : الناصر السعيدي
بيني و ” إيناس” قصة مثيرة عنوانها التحدّي و الصبر و الابداع .. و بيننا أيضا المرحوم ” العم الحبيب” .. هو صديقي رغم فارق العمر بيننا .. و كذلك هو جدها بل أبوها الذي ربّاها في حضنه و هي في ربيعها الأول.
” نــــوسة” كما يناديها الجميع أو ” الدكتورة” كما أناديها … كبرتْ و أينعتْ و أزهرتْ نجاحا و عطاء ..انطلقتْ معي في قسم السنة الأولى ثم واصلتْ معي درجات سلم المدرسة الابتدائية بامتيازوقد ظلت تراقبني كظلي في مقعدها الأول قبالة مكتبي.. بظفيرتيْها الذهبيتيْن و بعينيْن براقتيْن و ثغر باسم و ذكاء لا حد له و سحر طفولي .. تعاقدتْ مع المرتبة الأولى الى حد نيلها شهادة البكالوريا بملاحظة حسن جدا..كلية الطب بالمنستير اختصاص ” صيدلة “… ثم التخرج بامتياز كصيدلنيّة متميزة … كبرت ” نوسة” و ظلت تناديني ” سيدي’… و تنادي جدها ” بابا” الذي كلما التقينا إلا و فتحنا ملفها لنختم عليه بــ ” ربي يهنيها و يعطيها ما تتمنى”… و فعلا جاء أيمن ” الشاب الوسيم و الخلوق ليخطتفها منا و نعيش معهما ليالي الأفراح و تلبس ” نوسة” ثوب الزفاف و ترقص مع أهلها و ناسها و أصدقائها … و يرقص معها معلمها الذي علمها أول الحروف .
دعتني الدكتورة..تقدمت إليها و عانقتها ابنة بارة لا أنساها..تذكرتُ المرحوم صديقي ” العم الحبيب” ثم غرقتُ في بحر من الدموع و بكيتُ طويلا بينما ابتسمت نوسة الشقراء في براءة العنادل.
مبروك ” إيناس” …مبروك ” أيمن”…أحبّكما لأن في الصورة طفلة من زمني الجميل .
اترك تعليقاً