انطلقت صباح اليوم الجمعة 25 جويلية 2025 فعاليات “المهرجان الصيفي بالشواشي” في دورته الأولى، وهي تظاهرة ثقافية وتنموية تنظمها جمعية مؤسسة دريم بالشراكة مع السلط المحلية و الجهوية و المؤسسات المحلية و مكونات المجتمع المدني بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالقيروان. يهدف المهرجان إلى إحياء الموروث الثقافي المحلي وتعزيز التنمية المستدامة، مع دعم الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للفئات الهشة، وخاصة النساء والشباب، ضمن رؤية مجتمعية تؤمن بأن الريف قادر على صناعة مستقبله بموارده البشرية والطبيعية.
ورشة الافتتاح: “الإدماج المهني بوابة المستقبل”
افتُتحت فعاليات اليوم الأول بورشة عمل احتضنها المركز الجواري الأمل بالشواشي تحت عنوان:
“الإدماج المهني للمرأة والشباب والنفاذ إلى سوق الشغل – التضامن المجتمعي بوابة المستقبل”.
أشرف على هذه الورشة السيد أيمن بوصفارة، معتمد حاجب العيون، إلى جانب السيد عصام الفارسي، الكاتب العام لبلدية الشواشي،السيد هشام المباركي ممثل المجلس المحلي، وممثلي دار الثقافة حاجب العيون، التضامن الاجتماعي، مشروع الإدماج الإقتصادي ؤ الاجتماعي و التضامني بالقيروان ، إضافة إلى عمد عمادات الشواشي، السرجة، الحاجب المركز، المنار و أعضاء المجلس المحلي وعدد من الشركاء من المجتمع المدني، وأهالي المنطقة.
في مداخلته، أكد السيد محمد الطيب شمانقي، رئيس مؤسسة دريم، أن المهرجان صُمّم بطريقة تشاركية تهدف إلى خلق ديناميكية ثقافية وتنموية في بلدية الشواشي، التي تضم عمادات الشواشي والسرجة والقنطرة ورحيمة. وقد تمحورت مداخلات الورشة حول أهمية الإدماج الاقتصادي والاجتماعي كأداة لمجابهة التهميش، وسبل تمكين النساء والشباب من فرص التشغيل والريادة عبر دعم المبادرات التضامنية وبناء اقتصاد اجتماعي محلي تم تنفيذ هذه الورشة بالشراكة مع التضامن الاجتماعي
الرياضة تجمع أبناء الجهة
في مساء اليوم نفسه، يتحول المهرجان إلى مساحة رياضية وترفيهية من خلال مقابلة ودية في كرة القدم تجمع بين فريق أولاد سعيد وفريق الشواشي، في إطار من المنافسة النزيهة وروح الجماعة. هذا النشاط يسعى لتعزيز التواصل بين شباب المنطقة وتكريس القيم الرياضية والانتماء المجتمعي.
اليوم الثاني: مناخ وفن وتوعية
يتواصل المهرجان يوم السبت 26 جويلية عبر ورشة بيئية توعوية حول التغيرات المناخية وتأثيرها على الفلاحة المحلية، بمشاركة فلاحين وخبراء وممثلين عن منظمات ناشطة في المجال البيئي، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي وتشجيع الفلاحة المستدامة كرافعة اقتصادية حيوية في المنطقة. بالشراكة مع المركز الدولي للتنمية المحلية والحكم الرشيد
أما مساءً، فسيكون جمهور الشواشي على موعد مع عرض مسرحي ترفيهي موجه للأطفال والعائلات، يدمج بين التسلية والرسائل التوعوية في قالب إبداعي هادف.
الاختتام: احتفال حيّ بالتراث والهوية
تُختتم فعاليات المهرجان يوم الأحد 27 جويلية انطلاقًا من الساعة السادسة مساءً، ببرنامج احتفالي متنوع يُجسد ثراء الثقافة المحلية ويكرّم تراث الشواشي ومبدعيها. ويتضمن البرنامج:
عروض فروسية أصيلة
استعراض للأزياء التقليدية
فنون شعبية وموسيقى تراثية
ورشات تنشيطية للأطفال
مشاركة نوادي دار الثقافة حاجب العيون
كما سيتم في هذا اليوم تكريم التلاميذ المتفوقين في بادرة رمزية تشجع على مواصلة التعليم وتثمن التميز الدراسي. ويُختتم المهرجان بسهرة فنية يحييها الفنان الشعبي عبد اللطيف الغزي، في أجواء احتفالية تحتفي بالهوية، وتكرّس الفرح الجماعي والانتماء المشترك.
مهرجان ينمو من الأرض… لأجل من يعيشون عليها
“المهرجان الصيفي بالشواشي” ليس فقط مساحة للفرجة والاحتفال، بل هو مشروع مجتمعي متكامل، يُراهن على الإنسان والبيئة والثقافة كأعمدة لتنمية محلية مستدامة. هو دعوة مفتوحة لأهالي الجهة للإيمان بقدراتهم، واستثمار ثرواتهم الطبيعية والبشرية، وبناء مستقبلهم بأيديهم، من خلال فضاء تشاركي يؤمن بأن التنمية تبدأ حين يُمنح الإنسان الثقة و الفرصة