في غرفة ضيّقة واحدة، تتقاسم لبنى فضاء العيش مع والدها ووالدتها وشقيقيها. خمسة أفراد في غرفة واحدة، لا جدران تفصل بينهم سوى الحياء، ولا سقف يحمي أحلامهم سوى الإرادة. ومن هذه المساحة البسيطة، انطلقت قصة تلميذة قررت أن تصنع لنفسها مستقبلاً رغم كل القيود.
تنحدر لبنى من منطقة الهدايا الريفية، التابعة لمعتمدية حاجب العيون. بدأت دراستها الابتدائية في مدرسة قصر السويسين، وكانت تمشي يوميًا ما يقارب 10 كيلومترات (ذهابًا وإيابًا) تحت حرارة الصيف وبرودة الشتاء، من دون أن تتأخر أو تتذمر، لأن العلم كان طريقها الوحيد.
مع انتقالها إلى المرحلة الإعدادية ثم الثانوية، التحقت بـالمعهد الثانوي علي الزواوي في حاجب العيون. تنقلت يوميًا عبر حافلة النقل المدرسي، حيث تبدأ يومها على الساعة السادسة صباحًا للاستعداد، وتنطلق الحافلة في السابعة صباحًا، ثم تعود مساءً لتصل إلى الغرفة التي تسكنها مع عائلتها في حدود الساعة السابعة مساءً.
رغم طول النهار ومشقة الطريق، كانت لبنى تراجع دروسها في الليل على ضوء الهاتف الجوال، حتى لا تزعج والدَيها أو إخوتها في الغرفة الضيقة. لم يكن لديها مكتب أو مصباح، فقط عزيمة صلبة، وإيمان بأن الاجتهاد سيقودها إلى ما تستحق.
أما الغداء في المعهد، فكان متواضعًا لا يلبي حاجياتها الغذائية، لكنه لم يكن عذرًا للضعف أو التراجع. على العكس، كانت تتغذى على الأمل أكثر من الطعام.
وفي النهاية، تُوّجت رحلتها بهذا الإصرار بمعدل مشرّف بلغ 14.31 في امتحان البكالوريا، دون دروس تدارك، ولا دروس خصوصية، ولا أي مرافقة تربوية خارج المسار العمومي.
اليوم، تقف لبنى أمام مفترق طرق: إما أن تجد من يدعمها لإكمال مسيرتها الجامعية، أو أن تتلاشى أحلامها كما تلاشت أحلام كثيرين قبلها بسبب الفقر والتهميش.
لبنى لا تطلب معجزة، فقط فرصة عادلة. فرصة تليق بتلميذة صنعت النجاح من عرقها، وسط ظروف قاسية، دون أن تمد يدها لأحد. مؤسسة، لكل صاحب ضمير :
هل من يدعم لبنى لتواصل طريقها نحو الجامعة، نحو المستقبل، نحو الكرامة؟
lien video
https://www.facebook.com/share/v/1C2VfN6nfH/