سليمان: نُفوق عدد من الأسماك يُنذر بكارثة بيئيّة وصحيّة

أثار نُفوق عدد كبير من الأسماك على شاطئ مدينة سليمان، الواقعة شمال شرق البلاد، حالة من القلق والاستياء في صفوف المواطنين والناشطين في مجال البيئة، وسط دعوات عاجلة للتحقيق في الأسباب المحتملة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي كارثة بيئيّة وصحيّة وشيكة.

وقد لاحظ عدد من السكان المحليين، منذ مطلع الأسبوع الجاري، تكدّس كميات كبيرة من الأسماك النافقة على الشاطئ، مصحوبة بروائح كريهة ومياه تبدو ملوثة. وانتشرت صور ومقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر المشهد الصادم، ما دفع العديد من المواطنين إلى المطالبة بتدخل فوري من الجهات المعنية و لم تصدر السلطات المحلية أو وزارة البيئة أي بيان رسمي يُفسّر أسباب نُفوق الأسماك، مما زاد من حدة التكهنات والقلق في أوساط المواطنين.

من جهتهم، رجّح بعض المختصين أن تكون هذه الحادثة ناتجة عن تسرب ملوثات كيميائية إلى المياه، سواء من مصادر صناعية قريبة أو من مياه الصرف الصحي غير المعالجة. كما لم يستبعد آخرون أن تكون الظاهرة مرتبطة بتغيرات مناخية مفاجئة أدت إلى انخفاض نسبة الأوكسجين في المياه.

ولا تقتصر المخاوف على الجانب البيئي فحسب، بل حذر عدد من الأطباء والناشطين من تبعات صحية قد تمس السكان، خصوصًا أولئك الذين يعتمدون على الصيد كمصدر رزق أو يستهلكون الأسماك بشكل منتظم.

 حيث طالب عدد من الجمعيات البيئية والحقوقية بفتح تحقيق شفاف حول الحادثة، ونشر نتائج التحاليل المخبرية للمياه والأسماك النافقة للرأي العام، بالإضافة إلى تحديد المسؤوليات إذا ثبت وجود تقصير أو تلوث متعمد.

وأكدت منظمة “البيئة أولاً” في بيان لها أن “ما حدث في سليمان ليس حادثة محلية معزولة، بل إنذار يجب أن تأخذه الدولة بجدية تامة، لتفادي تكرار الكارثة في مناطق أخرى”.