أعلن وزير الصحة، مصطفى الفرجاني، خلال جلسة استماع أمام لجنة المالية والميزانية بمجلس نواب الشعب، أنّ الدراسات الفنية والمالية الخاصة بمدينة الأغالبة الطبية بالقيروان ستُستكمل قريبًا، مؤكّدًا أنّ المشروع يمثل نقلة نوعية في مجال الاستثمار الصحي والتنمية الجهوية، بطاقة تشغيلية تُقدّر بحوالي 200 ألف موطن شغل.
وأشار الوزير إلى أنّ هذا المشروع الضخم يُنجز في إطار مذكرة تفاهم موقّعة بين تونس وجمهورية الصين الشعبية في فيفري الماضي، مبرزًا أنّه سيُسهم في تعزيز البنية الصحية وتطوير الخدمات الطبية على المستوى الوطني، فضلاً عن تحويل جهة القيروان إلى قطب صحي واقتصادي متكامل يخدم مناطق الوسط ويحدّ من الفوارق التنموية.
ويمتدّ مشروع مدينة الأغالبة الطبية على أرض تابعة للدولة تمسح 553 هكتارًا بمعتمدية منزل المهيري من ولاية القيروان، وتُقدّر كلفته الأولية بـ 3 مليارات دينار، تُموَّل جزئيًا عبر هبات فيما يُغطّى الجزء الأكبر من خلال الاستثمارات الخارجية.
ويضمّ المشروع فضاءً صحّياً متكاملًا يتكوّن من 14 قطبًا استشفائيًا ومصحة عسكرية متعددة الاختصاصات، إضافةً إلى مراكز طبية تابعة للقطاع الخاص. كما يحتوي على مركب جامعي متطور يشمل أكاديمية عسكرية للطب، ومعهدًا عاليًا لعلوم الطب، ومدرسة وطنية للهندسة البيوتقنية، ومركز محاكاة طبي، فضلًا عن وحدة متخصّصة في الإخلاء الصحي الجوي.
ولتعزيز التكامل الاقتصادي، سيتم إنشاء فضاء صناعي خاص بالقطاع الصحي يمتدّ على مساحة 20 هكتارًا، إلى جانب فضاء سياحي وثقافي وترفيهي ورياضي يُراعي خصوصية الجهة ويُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.
كما يتضمن المشروع منطقة سكنية راقية على مساحة 50 هكتارًا تضمّ 100 فيلا فخمة و1000 شقة، إلى جانب فضاء للخدمات العمومية بمساحة 42 هكتارًا يحتوي على مؤسسات تربوية وأمنية وإدارية وبنكية.
ويُنتظر أن تشكّل مدينة الأغالبة الطبية أحد أكبر المشاريع الصحية في تاريخ تونس، ورمزًا لتوجه جديد في الاستثمار في البنية التحتية ذات القيمة المضافة العالية، بما يرسّخ مبدأ العدالة المجالية في التنمية ويدعم تموقع القيروان كعاصمة صحية وعلمية في قلب البلاد.
