نساء القيروان يتألقن في حفل اختتام مشروع “نساء قائدات” حفل اختتام مشروع “نساء قائدات” يجمع بين الإبداع والتمكين

نظّمت جمعية “نحبّ القيروان” يوم السبت 06 ديسمبر 2025 حفل اختتام مشروع “نساء قائدات” بمطعم النقشة بمدينة القيروان، في الفترة الممتدة بين الساعة التاسعة والنصف صباحاً والواحدة ظهراً. وقد جاء هذا الحدث في إطار جهود الجمعية المستمرة لدعم المرأة القيروانية، خاصة الحرفيات في قطاع الصناعات التقليدية، بهدف تعزيز قدراتهنّ الاقتصادية والاجتماعية وتمكينهنّ من النفاذ إلى السوق المحلي وتحسين مستوى إنتاجهنّ. ولم يقتصر الحفل على الاحتفاء بإنجازات المشروع، بل شكّل منصة عملية لعرض المنتجات التي أنتجتها المستفيدات، إضافة إلى خلق فرصة للتفاعل المباشر بين الحرفيات والجمهور والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، مما جعل الحدث نقطة التقاء بين الإبداع والتمكين الاقتصادي

معرض الابتكار: المرأة القيروانية تعرض تراثها بحرفية عالية

افتتحت فعاليات الحفل بمعرض للمنتوجات التقليدية، حيث شاركت فيه مجموعة من النساء اللواتي يملكن مشاريع في بداية الانجاز، وقد أتاح المعرض الفرصة لتقييم قبول المنتجات في السوق والتفاعل مع الزوار، كما ساعد الحرفيات على تطوير مهارات البيع والترويج. وضم المعرض تشكيلة واسعة من الحرف التقليدية، بما في ذلك المنتجات الغذائية ، الإكسسوارات التقليدية و الحديثة، والمقتنيات المنزلية المصنوعة يدوياً. وقد برز التنوع والجودة في المنتجات بعد التدريبات المكثفة، كما أتاح المعرض للزوار الاطلاع على مراحل التصنيع وأساليب معالجة المواد الخام، مما عزز الفهم العملي للعلاقة بين التراث الحرفي والتنمية الاقتصادية المحلية

و صرحت شيماء التيمومي حرفية قيروانية  مختصة في صناعة الاكسسوارات الحديثة ”أن تجربة المشاركة مع ”رائدات” كانت تجربة ناجحة و انها ستكرر المشاركة معهم و ان أغلب الصعوبات التي واجهتها كانت مرتبطة بإعداد منتجات مشروعها”.

وصرحت ايضا سالمة لسود حرفية في صناعة المنتجات الغذائية الطبيعية ” أن أكبر المشاكل التي واجهت مشروعها هي التمويل عامة والقيام بالتحاليل اللازمة لمنتجات المشروع خاصة و ذلك لأهميتها و غلائها وانها في طور العمل على تفادي هذه الصعوبات.

ورشات التكوين: تمكين المرأة بالحرف والمعرفة

واحدة من أهم محطات المشروع كانت التدريبات والورش المكثفة التي استفادت منها النساء قبل الحفل، إذ شملت الدورات التدريبية عدة مجالات أساسية ساعدت في تطوير قدرات الحرفيات. فقد تلقّت المشاركات تدريباً على تصميم وتطوير المنتوجات التقليدية، بما في ذلك اختيار الخامات المناسبة وتحسين الجودة، كما شمل التكوين ورشات في التسويق الرقمي، بما في ذلك إدارة صفحات التواصل الاجتماعي، تصوير المنتجات، وكتابة المحتوى التسويقي. ولم يقتصر التكوين على الجانب الفني فقط، بل تضمنت الورش أيضًا التدريب على إدارة المشاريع الصغيرة، التخطيط المالي، تنظيم الإنتاج، وتحليل احتياجات السوق، مما مكّن المشاركات من التعامل مع مشاريعهنّ كمنشآت اقتصادية صغيرة قابلة للنمو

جلسة عرض المشروع: نتائج ملموسة وإحصاءات واضحة

بعد المعرض وورش التكوين، تم تنظيم جلسة عرض لتوضيح مسار المشروع منذ بدايته، حيث شرحت الجمعية معايير اختيار المستفيدات والتي اعتمدت على الحاجة المهنية، الرغبة في التعلم، والقدرة على تطوير مشروع عملي. كما عرضت الجمعية مراحل التكوين ومخرجاته، مع تقديم مؤشرات واضحة حول التحسن في مهارات المشاركات، حيث تمكنت النساء من تطبيق ما تعلمنه على مشاريعهنّ بشكل عملي، بما شمل تنظيم الإنتاج، إدارة الوقت، والتواصل مع العملاء والموردين. وقد أشارت الإحصاءات إلى أن أكثر من 70% من المستفيدات استطعن تحسين جودة منتجاتهنّ بشكل ملموس، بينما أبدت جميع المشاركات قدرة على تسويق منتجاتهنّ عبر صفحات رقمية أُنشئت خصيصاً للمشروع

حلقة النقاش: تحديات وفرص أمام المرأة الحرفية

تبع الجلسة عرض مفتوح للنقاش شارك فيه خبراء التنمية وممثلون عن المجتمع المدني ومسؤولون من هياكل محلية، حيث تناول المشاركون التحديات التي تواجه المرأة الحرفية في القيروان، بما في ذلك صعوبة النفاذ إلى الأسواق، محدودية التمويل، الحاجة إلى التكوين المستمر، وأهمية توظيف المنصات الرقمية في التسويق. وقد أظهر النقاش أن معظم الحرفيات بحاجة إلى دعم إضافي لتطوير علاقاتهنّ مع المتاجر والموزعين، وأن إنشاء فضاءات عرض دائمة سيشكل خطوة أساسية لتعزيز قدراتهنّ التسويقية. ومن بين التوصيات التي خرجت بها الحلقة: توفير فضاءات عرض قارّة، إنشاء منصات رقمية لتسويق المنتجات التقليدية، تقديم تكوين مستمر في التسويق والإدارة، وتسهيل النفاذ إلى التمويلات الصغيرة لضمان استدامة المشاريع

تحويل المواهب إلى مشاريع ناجحة

أثبتت متابعة المشروع أن المرافقة الفردية والزيارات الميدانية كان لها أثر كبير على تعزيز ثقة النساء بأنفسهنّ، وتوجيههنّ نحو تحسين جودة منتجاتهنّ وتنظيمها بطريقة احترافية. وقد ساهم ذلك في قدرة المشاركات على تحويل مواهبهنّ الحرفية إلى مشاريع صغيرة قابلة للاستدامة، حيث تمكنت بعضهنّ من فتح صفحات رقمية للتسويق وبيع منتجاتهنّ عبر الإنترنت. كما ساعد المشروع على بناء شبكة علاقات بين الحرفيات والفاعلين الاقتصاديين المحليين، مما أتاح فرص تعاون مستقبلية في البيع المباشر أو المشاريع المشتركة، وبالتالي أصبح المشروع قاعدة لانطلاق مبادرات اقتصادية مستمرة تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتمكين النساء اجتماعياً ومهنياً

و في هذا السياق، صرحت تقوى ملاط مديرة مشروع نساء قائدات في جمعية ”نحن نحب القيروان”

”ان بداية مشروع قائدات في سنة 2023 كانت تكوين مجموعة من النسوة تقريبا 24 مرأة عبر تدريبات ودورات تكوينية في مواضيع مختلفة مثل الحقوق و القانون و أيضا الصحة الجنسية والإنجابية، وأن هذا الحفل فرصة للحديث عن مبادرات المشروع و أيضا مد يد العون للحرفيات القيروانيات لترويج منتجاتهم بصفة مجانية.

واختتم الحفل بتأكيد جمعية نحبّ القيروان على استمرارها في دعم النساء الحرفيات وتطوير مشاريعهنّ، مشيرة إلى أن نتائج المشروع ستشكل أساساً لمبادرات مستقبلية تهدف إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة القيروانية، وزيادة حضورها في قطاع الحرف التقليدية بما يحقق التنمية المستدامة ويرسخ مشاركة المرأة في التنمية المحلية. كما أعربت الجمعية عن شكرها لجميع المشاركات والشركاء، مؤكدة التزامها بمواصلة

     تقديم التكوين والمرافقة والدعم اللازم لضمان استدامة المشاريع ورفع مستوى إنتاجية النساء الحرفيات في المستقبل

اعداد و تحرير : نهى هداجي

 تصوير و مونتاج : سوار كسابي