أخبار محلية

بعد كأس العرب 2025: ما صحة الأخبار حول نقل ملعب “974” القطري إلى تونس؟ الحقيقة وراء الأخبار المتداولة

today9 ديسمبر، 2025 35

Background
share close

 الحقيقة وراء الأخبار المتداولة عن نقل ملعب الحاويات قطر 974 إلى تونس  بعد انتهاء كأس العرب/

إعداد و تحرير: نهى هداجي

         تزامنا مع مباريات كأس العرب قطر 2025، تداولت خلال الأيام الأخيرة عدد من الحسابات والصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ادعاءات تزعم أنّ تونس تقدّمت بطلب إلى دولة قطر للحصول على ملعب 974 المعروف بملعب الحاويات، وذلك بهدف تسلّمه مباشرة بعد اختتام منافسات كأس العـرب 2025.

وللتذكير، فإن موقع شركة “Sustainable Building Partners” يؤكد أن ملعب“974” يُعد أول ملعب في العالم قابلًا للتفكيك الكامل وإعادة النقل والاستخدام، وقد شُيّد خصيصًا لاستضافة كأس العالم 2022، وذلك بالتزامن مع افتتاحه خلال منافسات كأس العرب 2021.

    وأشارت هذه الصفحات أنّه سيتم تفكيك ملعب” 974 ” فور انتهاء كأس العرب 2025 ونقله بالكامل إلى تونس، معتبرةً ذلك “سابقة عالمية”. كما نسب ناشرو الخبر الادعاء إلى “تقارير إعلامية قطرية”، وفق ما تمّ تداوله.

لكن عند التحقق من المعطيات تبيّن ان هذه الاخبار مضللة، إذ لم يعثر “وحـدة التـحري بإذاعـة دريم أف أم” على أي مصدر إعلامي قطري أو تونسي موثوق يؤكد وجود خطط لتفكيك الملعب ونقله إلى تونس، سواء عبر تصريحات رسمية أو تغطيات صحفية معتمدة.

يُذكر أن الادعاءات نفسها كانت قد انتشرت خلال فترة كأس العالم قطر 2022، حين روّج البعض لبدء تفكيك ملعب الحاويات تمهيدًا لنقله إلى تونس، دون أن يصدر أي تأكيد رسمي آنذاك كذلك.

قرار تفكيك ملعب ”974” معلق ووجهته لم تُحسم بعد 

   قال محمد نبيل عطوان، مدير إدارة عمليات ملعب “974” في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية بتاريخ 2 سبتمبر 2022، إن تصميم الملعب بهيكل مؤقت يمثل ابتكـارًا لوضع معـايير جديدة في بناء ملاعب مستدامة تعكس مفهوم الإرث الرياضي. وأضاف أن تفكيك الملعب وإعادة استخدام مكوناته في تطوير مشاريع رياضية داخل قطر وخارجها يُعد جزءًا من هذه الاستراتيجية.

 وفي أكتوبر من نفس العام، أوضح عطوان خلال مناقشة ضمن طاولة مستديرة بعنوان “تحقيق الابتكار عبر كأس العـالم 2022″ أن عملية التفكيك ستستغرق نحو 12 شهرًا، مشيرًا إلى اهتمام عدة دول بالحصول على الملعب، لكن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، والمناقشات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا والحكومة القطرية ما زالت جارية لتحديد مصيره بعد كأس العالم.”

كما رجّح عطوان “أن تتغير خطط الإرث مع تقدم قطر في ملفات استضافة بطولات أخرى، مثل كأس آسيا 2023 وفوزها بحق استضافة دورة الألعاب الآسيوية 2030، ما يجعل قرار تفكيك الملعب غير محسوم حتى الآن”، حسب قوله.

   و في ديسمبر من نفس العام صرح محمد نبيل عطوان مرة أخرى في حوار مع جريدة “الوطن القطرية” “أن القرار سواء ببناء الاستاد في موقع آخر أو تفكيكه أو التبرع به أو أي قرار آخر سيتم إصداره مع نهاية المونديال”.

مواقف رسمية تنعش الادعاءات بشأن ملعب”974″

    نقلت جريدة “الصباح نيوز” عن وزير الشباب والرياضة التونسي السابق، كمال دقيش، خلال مؤتمر صحفي أقيم بتاريخ 31 ديسمبر 2021، قوله “إن تونس حصلت على الموافقة المبدئية من السلطات القطرية لاستلام ملعب “974” بعد تفكيكه بنهاية كأس العالم 2022″.

وأضاف دقيش، وفق المصدر ذاته، “أنّ تونس تقدمت بطلب رسمي لتسلم الملعب منذ عام أي منذ سنة 2021، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن عدة دول أخرى تقدمت بطلبات مماثلة لدى السلطات القطرية، مؤكدًا أنّ الملعب لا يُعتبر حقًا مكتسبًا لأي دولة”.

  و صرح دقيش ايضا لاذاعة “موزاييك اف ام” في نفس اليوم 31 ديسمبر 2021، بخصوص اذا كان الملعب سوف يشيد في ولاية صفاقس “ان القرار النهائي لم يتخذ بعد لأنهم ينتظرون تقدم المفاوضات واستجـابـة الجانب القطـري، مشيرا إلـى أنّ ولايـة صفاقـس موجـودة بيـن الجهـات المعنيـة بـالـمشروع لأنهـا تنتظر هـذا المشروع في علاقة بمطالب الجهة منذ سنوات بتشييد مدينة رياضية وحاجتها لملعب بطاقة استيعاب كبيرة “.

وكشف الوزير  لنفس المصدر”أن هناك كذلك جهات أخرى سواء في جنوب و وسط وشمال البلاد معنية بالاستفادة من ملعب “974” في صورة تمّ منحه لتونس”.

 

كما صرح كمال بن عمارة، رئيس بلدية بنزرت السابق، لموقع “بوابة تونس” يوم 15 ديسمبر 2022، أنه يتابع ملف إمكانية نقل ملعب “974” إلى تونس بعد تفكيكه، موضحًا أن مدينة بنزرت تمتلك أرضية جاهزة لاستقبال الملعب في حال قررت السلطات القطرية منحه لتونس.

لم تقتصر الأخبار المضللة حول نقل ملعب “974” بعد تفكيكه على تونس فقط، بل طالت عدة دول أخرى، من بينها المغرب، حيث انتشرت خلال عام 2022 ادعاءات تشير إلى أن المملكة قد تكون ضمن قائمة البلدان المستفيدة من ملاعب كأس العالم القابلة للتفكيك، بما في ذلك ملعب “974”.

في الآونة الأخيرة، تداولت بعض المنصات أيضًا ادعاءات بأن قطر ستهدي الملعب لسوريا، وأن تكلفة نقله وإعادة تركيبه تصل إلى 75 مليون دولار.

غير أنّ جميع هذه المزاعم لم تستند إلى مصادر موثوقة أو تأكيدات رسمية من الجهات المعنية، لذا فهي أخبار مزيفة.

استنادًا إلى ما تقدم، يتضح أن الادعاءات المتداولة حول نقل ملعب “974” بعد تفكيكه إلى تونس أو أي دولة أخرى لا تستند إلى مصادر رسمية موثوقة. وبينما تظل فكرة إعادة استخدام الملعب جزءًا من استراتيجية إرث المونديال، لم يُتخذ أي قرار نهائي بشأن تفكيكه أو وجهته المستقبلية، ما يجعل أي أخبار عن هدايا محتملة أو نقل مباشر غير صحيحة و تندرج ضمن الأخبار المضللة.

 

Written by: dream fm

Rate it

0%