أخبار جهوية

حاجب العيون:بلدية الشواشي ضمن مشروع “العمل المناخي المحلي” الممول من الشؤون العالمية الكندية

today29 يوليو، 2025 83 4

Background
share close

يعيش العالم اليوم تحت وطأة التغيرات المناخية وتداعياتها المتنامية على البيئة والمجتمع العالمي،ولعل أبرزها ارتفاع درجة الاحترار العالمي،واختلال النظام البيئي،وتأثيراته على الزراعة والأمن الغذائي والمائي.وتعد تونس من أكثر الدول المتضررة من التطرف المناخي في منطقة حوض المتوسط،مما يدفع الدولة وجميع الأطراف الفاعلة داخلة المجتمع المدني للعمل بشكل تشاركي لمواجهة هذه الظاهرة وتطويقها بهدف الحدّ من وطأتها على المجتمع وإيجاد حلول ناجعة للتأقلم والتعايش مع التطرف المناخي.

في إطار المسؤولية المجتمعية التشاركية لمواجهة التغيرات المناخية  احتضنت بلدية الشواشي يوم السبت 26 جويلية 2024،ورشة تحسيسية تهدف لتوعية المشاركين بمخاطر التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على الفلاحة والتنمية المستدامة، نظم الورشة المركز الدولي للتنمية المحلية والحكم الرشيد،ضمن مشروع العمل المناخي الدامج والشامل للجميع في البلديات التونسية،الذي ينفذه المركز ضمن فعاليات المهرجان الصيفي بالشواشي معتمدية حاجب العيون من ولاية القيروان المُنَظَمِ من طرف جمعية مؤسسة دريم إف إم.

برنامج العمل المناخي المحلي مبادرة تشاركية نحو تحقيق عدالة بيئية 

ويعتبر مشروع البلديات الذي ينفذه المركز الدولي للتنمية المحلية والحكم الرشيد بالشراكة مع الجامعة الكندية للبلديات ومع كل من وزارات البيئة والداخلية،من أبرز المشاريع والمبادرات التشاركية المحلية التي تهدف  لمواجهة التغيرات المناخية والتقليص من آثارها وتوعية المجتمع  بضرورة التأقلم معها والسعي لمقاومتها،وذلك وفقا لما أكده عصام الجوادي منسق المشروع البلديات:”  المركز الدولي للتنمية المحلية والحكم الرشيد يعمل بالشراكة مع الجامعة الكندية للبلديات،في إطار مشروع العمل المناخي الدامج للبلديات التونسية”.

يذكر أن مشروع البلديات انطلق في 2024 ويمتد على مدى 5 سنوات،فيما يُنَفذُ بالتنسيق مع 3 بلديات في الشمال التونسي  وهي بلديات برقو وبلدية مجاز الباب وبلدية دار شعبان الفهري ومع 3 بلديات في وسط الجمهورية التونسية وهي بلدية الشواشي وبلدية رحال في سيدي بوزيد وبلدية المهدية إلى جانب 3  بلديات من جنوب البلاد وهي بلدية المتلوي وبلدية جربة ميدون في مدنين وبلدية بشلي جرسين البليدات في قبلي،ويستهدف البرنامج نحو 110 ناشط وناشطة في الحياة العامة المحلية بالبلديات سابقة الذكر.

ووفقا لتصريحات الجوادي فإن المستفيدين الأبرز من المشروع هم البلديات لكونهم الركيزة الأساسية في العمل المناخي،مبينا أن المساق يركز على المشاكل المناخية التي تعاني منها البلديات التونسية لكونها العنصر الأساسي في العمل المناخي الدامج.

مشيرا في ذات السياق إلى أن المساق بَرْمَج دورات تدريبية متعددة المجالات سيتم تنظيمها بشكل متتالِِ لفائدة المجتمع المدني إلى جانب دورات تحسيسية أخرى ستنعقد بالشراكة مع البلديات الـ9 والمجتمع المدني والنشطاء الفاعلين.

وسيُطْلِق برنامج دعم القيادة النسائية والشبابية في العمل المناخي المحلي مشروعا يختص بالتأقلم مع التغيرات المناخية داخل كل بلدية ،وسيختلف كل مشروع عن الآخر بحيث يراعي  ميزات كل جهة،وقد خصص القائمون على المشروع 350 ألف دينار،كميزانية جملية لفائدة هذا البرنامج.

يعتبر برنامج “العمل المناخي الدامج والشامل للجميع في البلديات التونسية” من أبرز المشاريع القيادية التشاركية المحلية التي تعمل على تنفيذ الاتفاقيات العالمية المتعلقة بالتقليص من آثار التغيرات المناخية،والتي تعمل ضمن منظومة مبادرات عالمية مثل مبادرة الطريق إلى الصفر أو الحياد الصفري  الذي أطلقه تحالف العمل المناخي سنة 2019 في إطار تنفيذ اتفاقية باريس للمناخ وبهدف التقليص من الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة نحو الصفر بحلول منتصف القرن الحالي،إلى جانب غير من التحالفات المناخية والمبادرات التشاركية والتحسيسية.

 

 

بلدية الشواشي تستضيف ورشة توعوية في إطار تنفيذ مشروع العمل المناخي المحلي 

احتضنت بلدية الشواشي التابعة لمعتمدية حاجب العيون من ولاية القيروان يوم 25 جويلية الجاري ورشة توعوية  بعنوان  التغيرات المناخية والفلاحة المستدامة والتنمية المحلية،وذلك في إطار الشراكة بين البلدية وبرنامج العمل المناخي الدامج والشامل للجميع في البلديات التونسية،حيث  أكد الجوادي قائلا:” في إطار تنفيذ المشروع قرّرنا تنفيذ ورشة تحسيسية تعنى بالتغيرات المناخية ضمن فعاليات مهرجان الشواشي الذي تنظمه جمعية دريم إف إم،وفي إطار الشراكة بيننا وبين بلدية الشواشي”.

وجاءت الورشة ضمن فعاليات المهرجان  الصيفي بالشواشي في دورته الأولى التي انتظمت من من الـ25 إلى الـ27 من جويلية 2025،وتنظم المهرجان جمعية مؤسسة دريم بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالقيروان وبتشاركية مع السلط المحلية والجهوية و المؤسسات.

وتهدف هذه الورشة وفق رئيس جمعية مؤسسة دريم إف إم محمد الطيب الشمنقي إلى بناء وعي جماعي بقضايا البيئة والفلاحة المستدامة،تتخذ من الحلول الفاعلة والمستدامة أسلوب عمل ضمن المنظومة الزراعية في منطقة الشواشي.

من جهتها أوضحت منشطة الورشة سنية بن رجب أن النشاط التفاعلي تطرق إلى عدّة محاور وهي أهداف التنمية المستدامة،وفلاحة مستدامة من أجل صحة واحدة صحة الإنسان والحيوان والنظم البيئية،جدارية التغيرات المناخية.

انطلقت الورشة بتقييم قبلي،بهدف تقييم معارف المشاركين عن القضايا المناخية،وتحول منشطوا الورشة فيما بعد إلى توزيع لوائح على عدد أهداف التنمية المستدامة الـ17 فكانت كل لوحة تحمل هدفا واحدا وملونة بلون مختلف يرمز إلى الهدف الذي حملته،وبعد منح 5 دقائق للحضور كمهلة للتفكير أخذت منشطة الورشة في مناقشة كل هدف و تفسيره للمشاركين.

وقد تضمنت الورشة  كذلك المبادرة العالمية “fresque du climat” وهي ورشة عملية تركز على مناقشة التغيرات المناخية على المجتمع والاقتصاد،حيث ركزت الورشة المنعقدة ببلدية الشواشي على التعريف بالتغير المناخي وتحليل مظاهره وآثاره على الفلاحة والتنمية المستدامة،واعتمدت  في ذلك على المنهج التفاعلي المستند إلى اللعب، إذ تم تقسيم المشاركين إلى 3 فرق ووزعت عليهم فيما بعد  بطاقات كتبت عليها معلومات مختزلة عن التطرف المناخي مرفوقة بالرسوم والألوان الرمزية،وكان على كل فريق  تنظيم البطاقات بشكل تدريجي وتدريبي حتى تتحصل كل مجموعة على فكرة واضحة ومختزلة عن جزء من محاور التغير المناخي.

وفي ذات السياق أوضح  عصام الجوادي منسق مشروع البلديات مع المركز الدولي للتنمية المحلية والحكم الرشيد:”أن fresque du climat،هي ورشة معمول بها في كافة دول العالم،وهي لعبة بسيطة تستعمل البطاقات للتعريف بمفهوم التغير المناخي وكيفية حدوثه وزمن وقوعه،وكيفية التأقلم معه”.

 

 

إن لوحة المناخ فريسكو fresque du climat هي ورشة عمل تعاونية تتيح للمشاركين فهم آليات تغير المناخ وحجمه وتعقيده، بناءً على البيانات العلمية الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.فكانت سبيلا لتوعية متساكني الشواشي بمخاطر التطرف المناخي وحثهم على التأقلم مع هذه المتغيرات.وهو ما أكده صابر شعباني أستاذ تعليم ثانوي و ناشط بالمجتمع المدني:”الورشة كانت فرصة لإيجاد الحلول وتذليل العقبات التي خلقتها تأثيرات التغير المناخي  في إطار تمكين منطقة الشواشي وبلدية الشواشي ودمجها ضمن العمل المناخي المحلي”.

 

 

 إن تونس اليوم في حاجة ماسة لمبادرات محلية تشاركية مثل ورشة التغيرات المناخية والتنمية المستدامة التي احتضنتها بلدية الشواشي،حتى تستطيع التأقلم مع آفات التغيرات المناخية.

إذ تعتبر تونس من أكثر الدول المتضررة من التطرف المناخي في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تعاني من زيادة في عدد أيام الحرّ الشديد  وشح الأمطار والجفاف،وتصنيفها في المرتبة الـ37 من بين 113 دولة في مؤشر التلوث العالمي،وذلك رغم أنها تساهم  بنسبة 0.6 بالمائة في التلوث العالمي.

تحرير : أحلام العامري

اعداد : أحلام العامري  و نهى هداجي

تصوير : أيوب قيزاني

مونتاج :عبير تواتي و سوار كسابي

Written by: dream fm

Rate it

0%